أظهرت نتائج التشريح الثاني الذي أُجري على جثمان الشاب “زيد صدقي دبش” في مستشفى الجامعة الأردنية، وفاة الشاب بسبب الضرب المبرح خلاف تقرير الطب الشرعي الأولي الذي أرجع الوفاة الى فشل كلوي وهبوط في الجهاز التنفسي، وتم أخذ عينات من الأنسجة لمعرفة ما تسببت به هذه الضربات وسبب الوفاة المباشر، وتحتاج هذه العينات لعدة أيام حتى ظهور نتائجها بحسب محامي العائلة مالك ابو رمان.
وكان ذوي الشاب زيد دبش طالبوا بتشريح ثاني في الجامعة الأردنية ولجنة خماسية تحضر عملية التشريح للوقوف على اسباب وفاة ابنهم، حيث تفاجأت العائلة عند رؤية جثمان ابنها بوجود كدمات وآثار ضربات تغطي كافة جسده تقريبا وتمزق للجلد عند المعصمين والقدمين نتيجة القيود التي كان الشاب زيد دبش مقيدا بها.
وفي انتظار نتائج العينات، يجري التحقيق في ملابسات مقتل الشاب على يد “عناصر أمنية غير منضبطة” لدى القضاء الشرطي ومدعي عام شرق عمان، وطالب ذوي الشاب عبر المحامي مالك ابو رمان، تفريغ كاميرات سجن ماركا حيث توفي الشاب وسماع شهادة كافة المساجين الذين كانوا برفقة زيد في نفس المهجع وأسماء كافة المرتبات الأمنية الذين كانوا متواجدين خلال الوقت الذي كان الشاب زيد نزيلا في سجن ماركا.
وزيد هو شاب أردني يبلغ من العمر 37 عام، تم توقيفه يوم الأحد الماضي بواسطة دورية أمنية ونقله الى مركز أمن الشيمساني، وتحويله لاحقا الى سجن ماركا، ليتلقى أهله يوم الثلاثاء اتصالا صادما يفيد بوفاة زيد، ووجود جثته في مستشفى البشير، ورفض مركز الطب الشرعي حينها تسليم العائلة تقرير الطب الشرعي وتحدث الأطباء عن أسباب غير منطقية لوفاة الشاب في محاولة على ما يبدوا للتغطية على مقتل الشاب الذي أكدت عائلته وشهود عيان تعرضه للتعذيب على يد عناصر أمنية في سجن ماركا ورفضت العائلة في حينه استلام جثمان الشاب ودفنه الا بتشريح جديد ورفضت ان يتم طي ملف القضية..
حادثة أُريدَ لها أن تبقى طي الكتمان، تسببت في ذهول مجتمعي وفتحت أعين الأردنيين على ممارسة فردية مرفوضة من قبل بعض رجال الأمن “التعذيب” أعقبها استقالة مدير الأمن العام “حسين الحواتمة” وترفيعه لرتبة فريق، وتعيين اللواء عبيد الله المعايطة خلفا للحواتمة، دون أي اشارة رسمية لعلاقة هذه الاستقالة بحادثة الشاب زيد دبش التي لم يصدر عن جهاز الأمن العام لغاية اللحظة أي تعليق أو بيان بخصوصها!